في أحد الأيام في مملكة جميلة عاشت ملكة طيبة كانت سعيدة لكن لم يكن لها أطفال وبينما كانت تمشي في الحديقة نظرت إلى السماء وتمنت.
حينها ظهر اثنين من الجنيات وقالت أحدهم:- أيتها الملكة لا تقلقين لأن الأمنية ستتحقق.
فقالت الملكة:- يا للهول! أشكركم كثيرا.
فقالت الجنية:- سيكون لك ولد لديه القدرة على التمني احميه جيدا.
وبعد بضعة شهور ولد الأمير وأسعد كل المملكة وبعد عامين أخذت الملكة ابنها ليستحم في النهر كالعادة لكنها لم تكن تعلم بخطة الطباخ الشريرة الذي اختطف الأمير وذهب به بعيدا.بحثت الملكة عن ابنها ولكن بلا فائدة ولم تجده فذهبت لتخبر الملك والدموع تنهمر من عينيها لكن الطباخ كان قد سبقها وكذب علي الملك وقال له:- مولاي غفلت الملكة عن الأمير فأكلته الوحوش وأغرق دمه ملابسها.
وحينما جات الملكة لكي تستغيث بالملك قال لها الملك:- كاذبة أهملت ابننا لتأكله الوحوش وسوف تعقبين على هذا.
فقد الملك صوابه من شدة الألم والحزن وأمر بنفي ملكة إلى برج الموت بلا طعام أو شراب حتى تموت لكن الجنيات الطيبات احضرن الطعام والشراب كل يوم.
مرت السنوات وكبر الأمير ليصبح شابا وسيما ويافعا ولم يكن يدري أن الطباخ الشرير قرر أن الوقت قد حان لاستكمال خطته الدنيئة.فذهب الطباخ إلى الأمير وقال له:- ولدي العزيز إن عمك يحتاج منك خدمة.
فقال الأمير:- بالطبع يا عمي إي شيء تريد؟
فقال الطباخ الشرير:- عليك أن تغلق عينيك وتتمنى قصرا كبيرا وفخما في مملكة حيث تكون أنت الملك وأكون أنا الوزير.
وقام الأمير بفعلها وتحققت الأمنية بالفعل ولكن أراد الطباخ المزيد فقال الطباخ للأمير:- يا ولدي العزيز عليك الآن أن تغلق عينيك وتتمنى أجمل عروس لك حتى لا تكون وحيدا.وهكذا وجد الأمير توأم روحه ووقعا في حب بعضهما على الفور وعاشا حياتهما في سعادة وهناء لكن لدى الطباخ المزيد في جعبته.
كان الطباخ في غرفته ليلا وكان يضحك وينظر في المرآة ويقول لنفسه:- حصلت على كل ما تمنيت والآن تبقي شيئا واحدا وهو يجب أن يموت الأمير حتى لا يكتشف الحقيقة واقع في ورطة.
طلب الطباخ من زوجة الأمير أن تقتله وهددها بالقتل إن لم تفعل فقالت الزوجة:- كلا لن أقتله أنا أحبه حقا.
فقال الطباخ:- بل عليك أن تقتليه أو تودعي الحياة لن أسمح أبدا أن يعرف الأمير كيف سرقته من والديه اقتليه أو سأجعلك تختفي الأبد.
فقالت الزوجة:- أنت رجل شرير.
فقال الطباخ:- سوف أحضر إلى غرفتكم في الصباح وأريد أن أرى حينها جثة الأمير.
وفي منتصف الليل أمسكت الزوجة بسكين واقتربت من الأمير وهو نائم ولكنها انهارت من شدة البكاء وقالت:- لا أستطيع أن أفعلها فهذا أكثر شخص أحبه في الحياة حتى لو كان يعني هذا موتي.
فتح الأمير عينيه وقال:- عرفت أنك لن تقتليني لقد سمعت كل شيء في حديثك مع عمي.
فقالت الزوجة:- أنا آسفة يا عزيزي خشيت على حياتي وحياتك.فقال الأمير:- الآن سيدفع ثمن ما فعل.
تمنى الأمير أن يتحول الصباغ إلى كلب أسود له طوق ذهب وأن يأكل الفحم فقط وبالفعل تحققت الأمنية وبعدها قال الأمير لزوجته:- على أن أعود إلى أبي وأمي لن أستطيع اصطحابك معي لذا سأحولك إلى وردة.
فقالت الزوجة:- كما تريد يا عزيزي.
وهكذا تمنى الأمير أن تتحول إلى أجمل ورد زهرية وحملها في جيبه ثم غادر ليبحث عن والديه وقد أخذ معه الكلب.
وبعد سفر طويل وصل إلى مملكته وعرف بمصير أمة من سكان المدينة فذهب الأمير إلى البرج ليلا وتمنى وجود سلم حتى يصل إلى أمه.
وعندما صعد البرج ووجد أمه قال لها:- يا ملكتي العزيزة هل أنت على ما يرام؟
فقالت الملكة:- أجل يا عزيزي أنا على ما يرام أشكرك.
فقال الأمير:- يا ملكتي هذا أنا ولدك لقد عد من الغابة حيث احتجزني الطباخ الحقير هو من اختطفني واتهمك بذلك جئت كي أنقذك.فرحة الملكة وقالت:- آه يا ولدي الحبيب كمْ تمنيت أن أرى هذا اليوم؟
في اليوم التالي جمع الأمير كل الغزلان وطرق أبواب القلعة وطلب مقابلة الملك ليقدم له قطيع الغزلان كهدية.
فقال الملك:- أشكرك أيها الصياد الماهر إنها حقا هدية قيمة جدا ماذا تريد في المقابل.
فقال الأمير:- يا مولاي أريد فقط أن أتعشى معك أنت والعائلة.
ثم تمنى أمنية في نفسه وقال:- أتمنى أن أحد يحدث الملك عن أمي الآن.
فقال احدهم من الحاشية :- يا مولاي هذه فرصة طيبة لنطمئن على الملكة وندعوها على العشاء لقد مر زمن طويل.
فقال الملك:- أبدا لقد تركت أبني للوحوش.
فقال الأمير:- يا مولاي هذا كذب لأنني أنا ابنك ولن تأكلني بل خطفني الطباخ اللئيم.
فقال الملك:- ولماذا على أن أصدقك؟
ابتسم الأمير وجاء بالكلب الأسود وتمنى أن يعود الطباخ إلى صورته الأصلية فتكلم الطباخ وقال:- إنها الحقيقة أنها الحقيقة لقد فعلتها أرجوك أن ترحمني يا مولاي لقد أعماني الطمع.
فقال الملك:- أيها الوحش الشرير خذوه إلى القبو على الفور.
وهكذا نتعلم أن الطمع شر يعمي صاحبه وعاشت الأسرة بالكامل في سعادة للأبد.
عضويتي 
قصة الأمير المعجزة
العرض العادي
