قصة أميرة مغرورة

في قديم الزمان كانت هناك مملكة يحكمها ملك عادل وكان لديه ابنة رائعة ويريد أن يزوجها ورغم جمالها كانت الأميرة مغرورة ولها طباع سيئة.

فاراد والدها أن يزوجها حتى ينصلح حالها ولكنها لم تكن جادة وأساءت معاملة جميع الأمراء الذين حضروا لخطبتها.

قال الملك:- أصدقائي الملوك والأمراء ستقابلون ابنتي الآن.

وبدأت الأميرة تبحث عن أمير يتزوجها وبدأت تذهب إليهم واحد تلو الآخر وتقول لهم:- هذا قصير القامة وهذا ثمين ويشبه الكرة وهذا طويل كساري العلم أما هذا قصير كالقزم.سخره الأميرة من جميع الملوك والأمراء والنبلاء وأخذت تضحك عليهم رغم غضب والدها الملك إلا أنه ظل صامتا حتى أهانت ملكا صالحا لديه لحية وقالت الأميرة عنه:- انظروا إليه لحيته تشبه المقشة اللحية البشعة.

فغضب الملك بشدة وصاح قائلا:- ماذا دهاك؟ كيف تجرئين على إهانة هؤلاء النبلاء؟ أعلن الآن أنك ستتزوجين أول شخص يدخل من الباب سواء كان أميرا أو شحات.

وبعد يومين تحققت رغبة الملك عندما مر عازف في حديقته يعزف المزمار ويطلب إحسانا وأثار انتباه الملك.

فأمر الحراس بإحضاره إليه ونفذ قراره وأمر الأميرة بالزواج من العازف حينها صدم العازف وشعر بالسعادة وبكت الأميرة وعارضت ولكن الملك لم يستمع إليها وأصر على إتمام الزواج.وأمر الزوجان بحزم قائل:- استعدي للرحيل لن تبقي هنا وستسافرين مع زوجك.

وهكذا خرج العازف مع زوجته الجديدة من القصر إلى العالم المجهول سافرا بعيدا وبعد عدة أيام وصل إلى غابة جميلة.

فقالت الأميرة:- أخبرني من يملك الغابة الجميلة؟

فقال العازف:- إنه الملك ذو اللحية البشعة.

فقالت الأميرة:- ياهو ! كم أنا حمقاء؟

وصلى رحلتهما إلى المروج الواسعة فقالت الأميرة:- أخبرني من يملك هذه المروج الواسعة؟

فقال العازف:- إنه الملك ذو اللحية البشعة أيضا.فقالت الأميرة:- ياهو ! كم أنا حمقاء.

ثم وصلى إلى مدينة كبيرة فقالت الأميرة:- أخبرني من يملك هذه المدينة الجميلة؟

فقال العازف:- إنه ذو اللحية البشعة.

فقالت الأميرة:- مياه كم أنا حمقاء ليتني ما رفضته.

فقال العازف:- لم تقولي هذا؟ الست زوجا جيدا لك؟

صمتت الأميرة وأخذها العازف إلى كوخ وحيد على أطراف المدينة فشعرت بالذعر وقالت:- ما هذا المنزل؟ إنه صغير جدا أين هم الخدم؟فقال العازف:- الخدم! عزيزتي علينا أن نفعل كل شيء بأنفسنا لا يوجد خدم.

كان هناك طعام محدود في الكوخ ونفذ سريعا وجاهدت الأميرة في تعلم الطهي لأنها لم تعتد هذا وساعدها العازف.

قطع العازف بعض الصفصاف وطلب منها ان تصنع سلال حاولت وجرحت اصابعها فصرخ العازف غاضبا وقال:- لا تطهين ولا تصنعين سلال اي صفقة هذه أنت بلا فائدة سابحث عن شيء لك.

صنع العازف المسكين بعض القدور والاوعية من الفخار وجهز متجرا لتبيع فيه زوجته وبسبب جمالها قام الناس بشراء أوانيها واستمروا في الشراء لأيام عديدة.

وفي يوم جهزت متجرها على حافة الطريق فمر جندي بحصانة وحطم لها كل البضائع فحزنت الاميرة وبكت وقالت:- ماذا سيحدث لي؟ ماذا سيقول زوجي؟

اسرعت الى المنزل لتخبر زوجها فقال بغضب:- هل انت غبية؟ كيف تضعين متجرك حيث يمر ناس انت لا تصلحين لذلك لقد ذهبت الى القصر وسألت عن وظيفة لك ووافقوا على تعيينك ستعملين الآن في القصر كخادمة.

وهكذا قامت الاميرة بكل اعمال التنظيف في المطبخ فكان عليها تنظيف الارضية والمدافئ والافران والأواني والمقالي والقدور وفي نهاية اليوم كانت تحمل بعض اللحم لمنزلها.استمر ذلك لبضعة ايام حتى سمعت عن اعلان زواج ابن الملك الاكبر رأت فرحة الجميع ولكنها ظلت حزينة وهادئة.

وجاء يوم الزواج واكتملت التجهيزات واتجهت الى النافذة لترى الحشود وقالت:- لو لم اكن مغرورة لوافقت على الملك ذي اللحية البشعة انا نادمة.

فقال احدهم:- هل سمعت اسمي بالفعل؟

فقالت الاميرة:- مولاي انا اسفة يؤلمني ان تراني بهذا الشكل.

فقال الملك ذو اللحية البشعة:- لا تقلقين فلست وحدي تعالي معي.

اصطحبها الى قاعة الحفل حيث يوجد النبلاء بما فيهم والدها وضحك الجميع لرؤية حالتها فشعرت بالألم لذلك.

وقالت:- انا اسفة لاني كنت وقحة معكم لقد تعلمت الدرس.

فقال الملك ذو اللحية البشعة:- لا تقلقين يا اميرتي فأنا زوجك العازف الذي عشتي معه هذه الايام وأيضا انا الجندي الذي حطم لك البضائع الفخارية لقد فعلت ذلك حتى تدركي بنفسك ان الغرور شر كبير وهو اسوأ صفة يتصف بها انسان لقد تعلمت وذهب غرورك هيا يا ملكتي اقبلي يدي وتزوجي بي.

وتزوجا في نفس اللحظة وعاشوا معا في سعادة ابدية.

شكر جزيلا للطرح القيم
ننتظر المزيد من ابداع مواضيعك الرائعه
تحيتي وتقديري لك