كانت هناك شجرة كبيرة وأوراقها كثيفة موجودة في قلب إحدى الغابات على جزيرة وسط الماء، كانت تُعرف باسم "شجرة العطاء" وكان قلب هذه الشجرة عطوف وتحب دائمًا أن تساعد المحتاجين والفقراء.
وفي أحد الأيام وصل فتى صغير اسمه "عمر" إلى مكان هذه الشجرة، ولكنه كان تائهًا ويبكي من الخوف، حاولت شجرة العطاء أن تقدم له المساعدة ومدت له غصنها ليجلس عليه ويرتاح.جلس الصبي يتحدث مع الشجرة لعدة ساعات حتى وصل إليه والده وأخذه إلى منزلهم، ومنذ ذلك اليوم وأصبحت شجرة العطاء صديقة له ويزورها كل يوم ليحكي لها كل شيء ويستمع إلى نصائحها المفيدة.
مرت السنوات وأصبح "عمر" شابًا يافعًا وتزوج وأنجب الأطفال، وما زال يذهب إلى شجرة العطاء ويطلب منها النصيحة التي لم تبخل بها يومًا، ومرت الأيام والسنوات على هذا الحال، حتى جاءت النهاية!
ساءت أحوال عمر المادية واضطر إلى البحث عن مكان آخر ليبدأ فيه أي عمل جديد لتحسين وضع أسرته، فالعمل في الجزيرة الصغيرة لم يعد كافيًا لمتطلبات أبنائه وتعليمهم، فأراد أن ينطلق عبر البحر ولكنه لا يملك قاربًا.ذهب إلى "شجرة العطاء" وعلى وجهه ملامح الحزن، وعندما رأته فهمت أن هناك شيء يحدث، فسألته لماذا هو حزين هكذا وعرفت منه أنه يرغب أن يرحل عن الجزيرة ولن يتمكن من زيارتها مرة ثانية، فصمتت للحظة ثم قالت له "وبذلك تنتهي رحلتي أيضًا".
لم يفهم "عمر" في البداية ولكن الشجرة أخبرته أن يأخذ جذعها وأغصانها ويصنع لنفسه وأسرته قاربًا ليسافر عبر البحر إلى مكان آخر كما يريد، شكرها كثيرًا وعاد ليخبر أسرته ما حدث وبذلك ضحت شجرة العطاء بنفسها من أجل سعادة صديقها ومساعدته.