قصة الصبي يحمي الشجرة

كان يا مكان كان يعيش فتى صغير في قرية صغيرة اسمه بو وكان يعيش مع والدته وأخيه الصغير.

عاش بو في كوخ صغير وكان موجودا مباشرة في وسط القرية، ولكسب رزق عائلته اعتاد على رعي الماشية مع بعض أصدقائه بالقرب من الجبل وفي المساء كان يعيدهم إلى أصحابهم.

كل يوم عندما كانت تذهب الماشية إلى الرعي كان يحب أن يجلس تحت شجرة ويلعب بنغمات الموسيقى باستخدام الفلوت الخشبي.

اقرأ أيضا : قصة الأخوة الثلاث يبحثون الأميرة.

وذات يوم وكالمعتاد يجلس تحت الشجرة ويصدر نغمات موسيقية جميلة جاءت إليه صديقته وقالت له:- مرحبا بو، لماذا تلعب دائما بالفلوت في المكان ذاته كل يوم؟

فقال بو:- لا أعرف أنا أحب هذه الشجرة وربما أبدو مجنونا ولكنني أشعر أن هذه الشجرة ما زالت حية وتستمع إلى الموسيقى الخاصة بي.

فقالت صديقة بو:- أظن أنك على حق.

فقال بو:- أتعتقدين أيضا إن الشجرة حية؟



فقالت صديقته وهي تمازحه:- لا قصدت أنك على صواب بأنك مجنون.

لكن بو على حق فإن الشجرة كانت تسمع الموسيقى الخاصة به، لقد لمست الموسيقى روح الشجرة فإنها تستمع إلى النغمة باهتمام وتكون بأن يعزفها بوه كل يوم.

وفي يوم من الأيام بينما كان أبوه يغفو على أحد فروع الشجرة كان هناك ضوضاء فظيعة تحته فأستيقظ بو من نومه وهو خائف بشدة.



كان هناك قاطع خشب يقطع نفس الشجرة حيث كان ينام بو وسرعان ما فهم بو ما يحدث وسرعان ما تسلق إلى الأسفل.

وقال بو للحطاب:- مهلا ماذا تفعل ولماذا تقطع هذه الشجرة؟

فقال الحطاب:- يرغب رئيسي في استخدامها في بناء سفينته فإن الشجرة قوية جدا.

فقال بو:- لا يمكنك قطعها.



فقال الحطاب:- اسمع لقد قضيت عدة أيام أحاول إيجاد دعم قوي للسفينة وأنت لا تمتلك هذه الشجرة لذلك لا تضيع وقتي.

سيتعين على بوأن يفعل شيئا لإنقاذ الشجرة أو سيكون قد فات الأوان لذلك استخدم ذكاءه لمحاولة تخويف قاطع الخشب وقال:- لا يمكنك قول إنني لم أحذرك، اعتقد أنه لا بد لهذا أن يحدث.

فقال الحطاب:- ما الذي تعنيه بكلامك؟

فقال بو:- أنت لا تعرف أن روح الساحرة القديمة تعيش في هذه الشجرة وكانت تقيم هنا من سنوات إذا قطعت هذه الشجرة فسوف تمسك بك على الفور.



فقال الحطاب:- ولماذا ستفعل هذا؟

فقال بو:- أليس هذا واضحا؟ أنت الذي تقطع هذه الشجرة.

فقال الحطاب:- هل تحاول خداعي؟ أنا ذكي مما تعتقد يا فتى ولن أتأثر بهذه القصة، اذهب بعيدا عني الآن.

كان بو يائسا أن ينقذ هذه الشجرة وبمجرد أن أصبح قاطع الخشب مشغولا تسلق حينها الشجرة وصعد مباشرة إلى الأعلى واختبأ في الأوراق الكثيفة وبدأ يصرخ.



وقال بو بصوت مخيف:- كيف تجرؤ على لمس منزلي؟

فقال الحطاب:- من الذي يتكلم؟

فقال بو بصوت مخيف:- إذا قمت بتدمير منزلي فسوف يجب علي أن آتي وأعيش معك ولن أتركك أبدا أيها الإنسان.

فقال الحطاب بخوف:- كان الفتى على حق.

فقال بو أيضا بنفس الصوت المخيف:- لا تقلق أيها الإنسان سنكون أصدقاء جيدين أنا وأنت.



بدأ قاطع الخشب بالجري بأسرع ما يمكن.

فقال له بو بالصوت المخيف:- ما سبب العجلة يا صديقي؟

وبينما كان بو يضحك على قاطع الخشب عادت الشجرة إلى الحياة وكان بو مصدوما لسماع شخص يتحدث إليه ويناديه باسمه.

فقال الفتي بو وهو خائف:- هل أنت حقا روح الساحر العجوز؟



فضحكت الشجرة وقالت:- لا أنا لست روح الساحر العجوز، أقصد أنا عجوز ولكن أنا روح هذه الشجرة الموسيقى الخاصة بك جلبتني إلى الحياة، أنت ولد ماكر يا بو أنا ممتنة لك جدا، لقد أنقذتني من قاطع الخشب.

فجأة ظهر جرس ذهبي جميل أمام بو وكان يطفو في الجو وقال الشجرة:- تفضل، أقبل هذا كهدية شكر لك.

فتعجب بو وقال:- جرس!؟



فقالت الشجرة:- هذا ليس مجرد جرس عادي يا عزيزي فإنه جرس سحري في كل مرة ترن فيها الجرس سيمتلئ طبقك بطريقة سحرية بطعام لذيذ لتأكله.

فرح بو كثيرا وقال:- هذا سيساعدني أنا وعائلتي.

فقال الشجرة:- نعم سيفعل ذلك، لكن تذكر يا صغيري يمكنك فقط أن ترن الجرس مرة واحدة في اليوم.

فقال بو:- سأتذكر ذلك، شكرا لكي أيتها الشجرة.



بعدها ذهب بو عائدا إلى المنزل ليخبر أمه وأخاه في القرية ودخل الكوخ الصغير وهو يقول:- أمي أخي تعالوا انظروا ماذا أحضرت.

أخبرهم بو بالحادثة وكانوا سعداء جدا ليروا الجرس السحري وكانوا يرغبون في أطعمتهم المفضلة وقاموا برن الجرس وأكلوا حتى الامتلاء.

بعد ذلك ذهبوا إلى السرير وبطونهم ممتلئة بعد وجبة طويلة ولذيذة في صباح اليوم التالي كالعادة اخرج بو الماشية للرعي تاركا الجرس في المنزل.



وعندما رجع في المساء متعبا وجائعا وجد كل الأواني فارغة ولم يتبق له أي طعام ليأكله كان بو مصدوما وأكل الطعام المتبقي الذي وجده في الخزانة.

كان بو لا يزال يعاني من الجوع بعد تناول وجبة بسيطة ذهب إلى السرير ولكنه لم يستطع النوم بسبب أن بطنه كانت تستغيث من الجوع.

قرر بون أن يأخذ الجرس السحري معه في اليوم التالي وعندما كانت أمه وأخيه الأصغر جائعين في وقت لاحق من ذلك اليوم بحثوا عن الجرس في الكوخ بأكمله من الأعلى إلى الأسفل ولكنهم لم يجدوا الجرس السحري مما جعلهم حزينين للغاية.



ظنوا أنهم فقدوا الجرس ولم يكن لديهم لا الجرس ولا الطعام وذهبوا إلى الفراش وبطونهم فارغة.

وعندما عاد بو إلى المنزل في المساء اخرج الجرس السحري من حقيبته وطلب طعامه المفضل.

كانت والدته وشقيقه الأصغر حزينين للغاية لرؤية هذا وبدأ أخوه الأصغر في البكاء وقال له:- أخي لقد كنا جائعين جدا وبحثنا عن الجرس لقد أصبحت أنانيا جدا كيف استطعت أن تفعل ذلك؟



عند سماع بو لذلك أدرك خطأه وندم على قراره لكنه قام بمشاركة أفكاره الصادقة أيضا وقال:- لقد طلبت من الجرس أن يعطيكم الطعام ولكن نسيتم أن تحتفظوا ببعض الطعام لي وكنت متعبا فذهبت للنوم جائعا وهذا جرح مشاعري وكنت حزينا جدا بسبب هذا.

في ذلك الوقت أدرك أخوه وأمه خطاهم وبعدها أكلوا وجبتهم معا كأسرة في تلك الليلة ومنذ ذلك اليوم لم يناموا أبدا بطونهم فارغة وعاشوا في سعادة دائمة.

شكر جزيلا للطرح القيم
ننتظر المزيد من ابداع مواضيعك الرائعه
تحيتي وتقديري لك